مَقَرُّهَا سوريا

تقريرألماني : في خضم انشغال الناس بكورونا تظهر بوادر «حرب عالمية ثالثة»

كتب: احمد عبد الحميد

فى: صحافة أجنبية

22:16 15 أبريل 2020

رأت مجلة كونترا ماجازين الألمانية، أَنَّه في ظل تشتيت جائحة كورونا  انتباه الناس، يدق ناقوس خطر حرب عالمية ثالثة ستكون مَقَرُّهَا سوريا، مشيرة أَنَّ الوضع الراهن للحرب الأهلية السورية ينذر بخطر حقيقي ووشيك.

 

وأشارت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى وجود علاقة تاريخية بين الأوبئة والحروب، مضيفة أَنَّ  جائحة كورونا العالمية تُستخدم الآن لتبرير إغلاق دول بأكملها وشل حركة الاقتصاد العالمي.

 

 ولفتت إلى أَنَّ  الحرب العالمية الأولى وقعت بعد وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي قتل في عام 1918 الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، حيث ساهم وقتذاك الاستخدام الكبير للأسلحة الكيميائية، وخاصة التي تؤثرعلى جهاز المناعة البشري، في الانتشار الخبيث للأنفلونزا الإسبانية.

 

وأضافت المجلة قائلة: "مع أخذ ذلك في الاعتبار، فَإِنَّ وباء كورونا الراهن جعل الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي، وخَفَّضَ المستوى المعيشي بشكل ملحوظ في أوروبا، وسينعكس ذلك أَيْضًا على إفريقيا والشرق الأوسط، لأنه عندما يصاب الغرب بالبرد، تصاب إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط بالالتهاب الرئوي".

 

وبحسب تقرير المجلة الألمانية، لا يمكن إنكار حقيقة أَنَّ  العالم الآن في حالة اضطراب، وهي حالة تكون فيها علاقة الحرب بالوباء وثيقة.

 

وأوضحت المجلة أَنَّ الوضع الراهن في سوريا يمكن أَنْ يؤدي إلى مواجهة نووية بين روسيا والولايات المتحدة.

 

 وأردفت أَنَّ الحرب الدائرة في سوريا لا تقتصر فقط على محاربة الإرهابيين المدعومين من الغرب، بل ينخرط فيها أيضا العديد من الجهات الفاعلة من الروس والإيرانيين والأمريكيين والأتراك والإسرائيليين، ومع التحركات التركية الأخيرة، قد تتصادم كل هذه الجهات مع بعضها البعض.

 

واستطردت أَنَّ العالم يشهد الآن حَرْبًا عالمية باردة اتضحت معالمها بإندلاع الثورات والحروب بالوكالة، موضحة أَنَّ  هذه الحرب الصامتة ستتحول حَتْمًا  إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة، حال أدركت إحدى الأطراف الفعالة في سوريا أَنَّهَا  الخاسرة.

 

ومضى التقرير قَائِلًا  إِنَّ  معركة إدلب تشير إلى تصادم الجهات الفاعلة في سوريا مع بعضها البعض، وقد ينتهي الأمر بمواجهة مباشرة وبحرب أكثر تَدْمِيرًا.

 

وبَيَّنَتْ  المجلة الألمانية أَنَّ الصراع في سوريا بَاتَ  خَطَرًا، لِأَنَّ  تدخل تركيا في معركة إدلب أَحَدَثَ تَصَادُمًا  بينها وبين روسيا، وجعل إسرائيل تكثف هجماتها على سوريا، مدعية أَنَّهَا  تستهدف الأصول "الإيرانية"، لكنها في الواقع هاجمت القوات التي تساعد سوريا على محاربة الإرهاب.

 

وتابعت قائلة:  "بهجوم تركيا من الشمال وإسرائيل من الجنوب الغربي ووجود القوات الأمريكية في الشمال الشرقي، تواجه سوريا الآن "حربًا متعددة الجبهات".

 

ووَفَّقَا للمجلة الألمانية، يمكن أَنْ  تحدث السيناريوهات التالية في سوريا:

 

 

تركيا ضد سوريا

 

مع الغزو التركي لسوريا، يتضح أَنَّ الطرفين سيشهدان اشتباكات مباشرة، مع مراعاة أَنَّ  كلا البلدين لديهما حلفاء أقوياء، حيث يتم دعم (تركيا) من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو، بينما تدعم (سوريا) دولتا روسيا وإيران.

 

وفي حال حاول الجيش السوري الدفاع عن نفسه ضد الهجوم التركي، أو إذا حدث هجوم سوري بالقرب من الأراضي التركية ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى العمل بمعاهدة "الدفاع المتبادل" المبرمة من جميع دول الناتو، والتي تصر تركيا على تنفيذها.

 

إسرائيل ضد سوريا

 

منذ عام 2011 ، تقصف إسرائيل بشكل روتيني قوات الحكومة السورية ومنشآتها، وفي السنوات الأخيرة ، كثف نتنياهو هجماته على الإيرانيين وحزب الله والسوريين، وتعتبر إسرائيل بالفعل في حالة حرب مع سوريا.

 

وفي حال ردت سوريا على إسرائيل هجماتها، يمكن أن يتم تفعيل العلاقة الأحادية الجانب بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي، ستجلب الولايات المتحدة أعدادًا كبيرة من جنودها إلى المنطقة، مما يهدد بمواجهة مباشرة مع روسيا.

 

أمريكا  ضد روسيا

 

برغم أَنَّ  ترامب وبوتين أثبتا عدم سعيهما لمواجهة مباشرة،  إلا أَنَّ  الوضع في سوريا ينذر باحتمالية تجاوز الخطوط الحمراء، وقطع خطوط الإتصال بين البلدين.

 

وفي الأشهر الأخيرة، منع الجنود السوريون الدوريات الأمريكية غير القانونية ورفضوا السماح لهم بالمرورعبر نقاط التفتيش العسكرية السورية.

 

ورداً على ذلك، منعت القوات الأمريكية الدوريات الروسية، وفعل الروس نفس الشيء مع الأمريكيين.

 

وبحسب التقرير، هناك بعض التقاريرغير المؤكدة، تشير إلى الوضع المتوتر للغاية، حيث أبلغت عن تشابك مباشر بين القوات الأمريكية والروسية عند نقاط التفتيش في سوريا، وإذا كانت التقارير صحيحة، سيكون هذا بمثابة أول صدام مباشر بين القوتين العالميتين.

 

رابط النص الأصلي

 

اعلان